كلمة الدكتور قاسم مصطفى



   عمل رائع أن نضيئ في  هذه الامسية من لقاء الاربعاء وفي قاعة صديقه د خليل مصطفى وبهذا الحضور الراقي على رائد من إعلامنا الشعريه. كانت له اليد الطولى  في تطور زراعة الحرف والقصيد وسط الجاليه... إنه الشاعر شربل بعيني في يوبيله الذهبي بصدور اول ديوان شعر له (مراهقه) سنة 1968... والروعة تتجلى كون الشاعر بيننا وفي ذروة عطائه. لا بعد......
   خمسون سنة... من مجدليا الي سيدني. رحلة شاعرنا مع الحرف والكلمة.. رحلة طويلة بالزمان والمكان. غنية بالعطاء بدأت مع أول زهرة تفتحت في روضته الغناء.. وان قيل أجمل الشعر اكذبه. فإنه في مراهقه أجمل الشعر اصدقه. بحروفها الغنية بعبق اللغة رسم ونقل لمشاعر ونزوات الشباب. في سن "التعش". بتصوير واحساس صادق لرغبات الجسد والنفس. وهي اسم على مسمى. نراه في الصفحة 40 في قصيدة "صدرك" يستعين بالمصطلحات الجغرافية في تصويره لصدر الحبيبة قأئلا:
صدرك صخر مرمر
وفي تلتين بروح
ترابن جلد اسمر
عليهن تجي وتروح
نسمة هوا شمالي
   وفي الصفحة 65 في قصيدة "انتبهي" تصوير رائع لحال الحبيبة مع امها قائلا:
معلمه البوسات ع خدودك
ع شفافك الحمرا وع زنودك
انتبهي ما امك تشتلق ليها
ويادل دلك كيف راح بيصير
بحوالك وشافت بعينيها
 بقايا حبيب مقطف ورودك 
   لا شك أن شاعرنا في "مراهقه" تحلى بالجراة والشجاعه في زمن تميز بالثقافة المحافظه. لذلك لم ينجُ من الانتقادات لبعض عباراته. وان كان هذا لمصلحته بنفاذ الطبعة سريعا من الاسواق.
  اليوم..... وبعد نصف قرن ما زال شاعرنا الفارس الذي لا تتسع له الميادين.. يمتطي صهوة الحرف والكلمة.. يصول ويجول في منتديات الجالية... لم يفارقه عزم ولا غزاه وهن... ولأن الشعر سجل أحداث الأمة والشاعر صوت وضمير الناس. يحكي اوجاعهم كتب شاعرنا للأرض والإنسان. لقضايا الامه الكبرى لوطن الأرز وأستراليا. للجنوب وبنت جبيل ومجدليا  حيث مراتع الطفولة والصبا وملح الذكريات... وهو بيننا الآن وفي يديه حزمة من ضوء السنين عطاءً والقاً.
   خمسون كتابا له وأربعون عنه. ست وثلاثون جائزة تقدير وعشرون تكريما... مسرحيات... كتب مدرسية ومترجمة. تلفزيون والقاب عدة... فهو كالشجرة المثمرة تنوء غصونها وتنحني بتواضع  من حمل الثمار....
   استاذ شربل شاعر الغربة الطويلة... قامة وقيمة ادبية واعلامية مشهود لها.. من الذين حفروا ايقونة حرفهم بالجهد والتعب... شق طريقه بفخر واعتزاز...
   رائد في حياكة الأبجدية. يغزل منها حروفا زاهيه بالجمال. مغسولة بالضوء والحب. ممن خدموا المحابر فخدمتهم المنابر. لمثلك تفتح قاعات التكريم وتقام الندوات.. لعطائك ونقائك وتاريخك....
   دمت نجما ساطعا للشعر  في سمائنا الاسترالية تضيئ عتمة ليالينا بجميل الحرف.... أبدعت فأغنيت المكتبة العربية والاغترابية.. وبذلك تذكرنا بشعراء المهجر الكبار الذين أعطوا للوطن المجد والشهرة.
   بورك يوبيلك الذهبي وعقبال الماسي... بورك مكرموك وهذا الحضور الكريم واهلا وسهلا.
**